أنا يا صـــديقـــة متعب بعــروبتي … فهل العـروبة لعـنــــــة وعــقــاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائـفـا … فـعـلـى الخريطــــــة كـلـنــا أغــراب
أتكـلــــم الفصحى أمام عـشـيـرتي … وأعـيــــد ... لـكـن ما هـنـاك جـواب
لولا العباءات التي التفـــوا بهـــــا … ما كـنـت أحـســب أنــهــــم أعــراب
يتقاتلــــــون على بقايـــا تـمــــرة … فخـنـاجــر مرفــــوعـــــــــة وحراب
قبُلاتــُهـم عربيـــة … مـن ذا رأى … فـيـمــــا رأى قـُبـلاً لـــهــــا أنيـــاب
وخريطة الوطن الكبير فـضيحــــة … فـحـواجـز … ومخــافر … وكـلاب
والعالم العربي ….إما نعــجـــــــة … مـذبـوحــــة أو حـاكــــــــم قـصــاب
والعالم العـربي يرهـن سـيــفــــــه … فـحـكايـــة الـشـرف الرفـيـع سـراب
والعالم العـربي يخـزن نفــطـــــــه … في خـصـيـتـيــه … وربك الوهــاب
والناس قـبل النـفـط أو من بـعـــده … مسـتـنـزفـون … فـســـــادة ودواب
فـكأنمـــــا كـتـب التراث خـرافــــة … كبرى … فلا عمــــر … ولا خطاب
وبـيارق ابن العاص تمسح دمعـها … وعزيز مصر بالفـصــــام مصـــــاب
من ذا يصدق أن مصــــر تــهودت … فـمـقـام ســـــيـدنا الحســـــين يـباب
ما هـذه مصر … فان صـــــــلاتها … عبريـــــة … و إمامهـــــا كـــــذاب
ما هذه مصـر … فان ســــمـاءهـا … صغرت … وان نســــاءهـا أســلاب
إن جاء كافـور … فـكـم من حاكـم … قهــر الشــعوب … وتاجـــه قـبقاب
أنا متعـب … ودفاتري تعـبت معي ... هل للدفـاتــــر يا تــــرى أعصــاب ؟
حزني بنفـســــــجة يـبلـلها الـندى … وضفـاف جرحي روضة معــشــــاب
لا تعـدليني إن كـشفــت مـواجعـي … وجــــه الحـقـيقـــة ما عـليـــه نقـاب
إن الجنون وراء نصـــف قصائدي … أوليس في بعض الجـنون صواب ؟!
فتحملي غضــبي الجــــميل فربمـا … ثارت على أمـر الســــــماء هـضـاب
فإذا صرخت بوجــه من أحـــببتهم … فلكي يعـيـــــــش الحـب و الأحـبـاب
و إذا قــــسوت على العروبة مــرة … فلقد تـضـيـق بكحـلها الأهـــــــــداب
فلربما تجــــد العروبة نـفــســـــها … ويضـيء في قــلب الـظـلام شـــهاب
ولقــــد تطـــير من العـقال حمامـة … ومن العباءة تـطـلع الأعشــــــــــاب
لا تـغـضبـي مني إذا غــلب الهوى … إن الـهـوى فـي طـبـعــــــه غـــــلاب
فــذنوب شـــــعـري كلها مغــفورة … والله - جـــــــل جلالــــــه – الـتـواب
__________________
ظلام العالم كله لا يقهر شمعه - اسمر